ينادي المنادي بأهل القرية ....لابسا ذلك الطربوش و ( السروال ) الذي يلتف عليه حزام من قماش قطني
...يدق الطبول بين ضفتي المسرح ، عابرا بين الأطفال الذين تعالت أصوات ضحكاتهم و دهشتهم، عندما تعلقت ألوان عيونهم بذلك ( المنادي ).
هكذا كان حضور مسرحية (ليلي) ، التي أقيمت أول أمس للأطفال علي مسرح مؤسسة المسحال للثقافة و الفنون بالتعاون مع فرقة فوانيس المسرحية ، التي بدأت عملها في غزة قبل اربعة أعوام .
فقد كانت فكرة المخرج رشيد أبو شرخ هي دبلجة فكرة القصة العالمية ( سندريلا) ، وتحويلها إلي (ليلي الفلسطينية ) ابنة القرية التي سافر والدها ، تاركا إياها مع زوجة أبيها و أختيها اللتان كانتا تسيئان معاملتها ، و تثقلان جسدها الرقيق بالأعمال المنزلية و تلبية الأوامر دون تعب .
المسرحية التي استغرقت ثلاثة أشهر من التدريب المكثف، كانت تضفي علي الفكرة طابع فلسطيني ، باستخدام الكثير من الرموز ، سواء كانت باللهجة الفلسطينية المحكية ، أو بأصالة اللباس الذي يجمع بين الحديث و التراثي ، إضافة لعروض الرقصات الشعبية التي تمثلت ( بالعرس الفلسطيني ) حين يقع اختيار ( مختار القرية ) الشاب علي الفتاة الفلاحية الجميلة ( ليلي) .
ليلي ' صاحبة القلب الطيب' والوجه الطفولي، هي ذاتها نور البردويل التي لم تتعد الرابعة عشر من عمرها، والتي باتت متمرسة في خطواتها الصغيرة فوق المسرح ، بعد عدة ادوار تمثيلية ، لعبتها بثقة و براعة فوق المسرح .
لكن نور كانت دوما تعيش بعمر أكبر من عمرها خاصة و أنها بدأت بتجربة الكتابة و التمثيل المسرحي بسن صغيرة ، ورغم ذلك فهي تحتفي بنجاحها ، تقول المسرحية الصغيرة : ' العمل فوق خشبية المسرح جميل جدا ، رغم إرهاقه و تعبه ، لكن النجاح يكون نتيجة ذلك التعب' ، تتابع نور : ' كنت انزعج أحيانا عندما لا يصدق الأطفال الذين يتابعون أعمالنا المسرحية بأنني أقارب عمرهم ، لكنني أدركت الآن أهمية تقديم فكرة عبر المسرح للأطفال' ، فنور تري بأن نجاح أدائها و تشجيع و والديها ، إضافة إلي جهود المخرج ، كانت سببا لسعادتها في العمل المسرحي ، وتطوير أدائها .
أما خصوصية العمل في مسرح الأطفال ، فيري منادي القرية، الممثل ( عوض السوسي ) أنه يرسم ابتسامة مبهجة فوق وجوه الأطفال، و يترك ذكري جميلة يحتفظ بها في ثنايا طفولته، خاصة في ظل الأوضاع السيئة التي يعيشها القطاع ، فتفاعل الأطفال مع شخصية المنادي التي كانت كثيرا ما تتعثر بمشيتها و تقع ، و تدق الطبول و تغني ، بروح الفكاهة ، جعلت السوسي يتقمص تفاصيل الدور ، مشيرا إلي الجهد الذي يتطلبه العمل المسرحي ، لتوصيل الفكرة بصورة متكاملة وبسيطة فوق خشبة المسرح .
غير أن أنظار الأطفال سرعان ما اتجهت إلي ذلك الراوي الذي ظهر من بين سواد ستار المسرح ن مفاجأ الأطفال بلبساه و حديثه معهم ، وبصندوق ( الحكايات ) الذي كان يحمله دوما فوق ظهره ، بين شوارع القرية ، كأنما أراد المخرج _ الذي كان الراوي أيضا_ ، أن يعيد الأطفال إلي حياة القرية الفلسطينية، ليحكي لهم حكاية ليلي الفلسطينية ، التي بكت ذات يوم عند شاطئ البحر ، من قسوة زوجة أبيها و أختيها، لتخرج لها السمكة ، وتتطلب منها أن تفكر في ثلاثة أمنيات ، لتحققها لها .
يقول المخرج أبو شرخ ، معلقا علي اختيار اسم ليلي لتكون سندريلا القرية : ' اسم ليلي دائما يرتبط بمدلولات الهوية الفلسطينية، فقد تكرر كثيرا في تاريخ القرية الفلسطينية ، وكان له حميمية تراثية من تلك الأيام ' .
فالبحر و الزيت و زير الماء ، ورقصة الدبكة الشعبية و اللهجة، كلها كانت مكونات الإنسان الفلسطيني الذي أرتبط دوما بالأرض و الفلاحة .
وما يميز العمل ، هو إضافة بعض الخيال ، في عناصر العمل و الفكرة ، سواء كان بالموسيقي أو بلباس (السمكة ) المتوهج تحت أضواء المسرح، أو حتي بتوظيف حكاية قريبة من 'عروس البحر' ، حين ظهرت السمكة لليلي ، بعد أن تمنت رؤيتها، لتحقق لها الأمنيتين الأخيرتين ، بالطعام لزوجة أبيها و أختيها ، أما الاخري فقد كانت بعد أن عاد المختار من رحلة مع التجار في إفريقيا ، لكي يختار عروس .
فكانت ساحة القرية بدلا من ( باحة القصر) للاحتفال بعودة المختار ، و السمر بعودة التجار بسفينتهم من البلاد البعيدة .
هكذا تتوالي أحداث المسرحية ، فقد أمسك المختار بيد ليلي في الحفلة ، رغم تحذير السمكة من ذلك مما اضطرها للهرب ، ونسيان حذائها ، لتكتمل الأحداث ببساطة هي أقرب للأطفال ، حيث تظهر ليلي بعد أن خبأتها زوجة أبيها ، في بيت الدجاج حتي لا يراها رجال القرية ، وهم يدقون أبواب البيوت بحثا عن الفتاة التي هربت .
ومن ثم يقام العرس الفلسطيني للمختار و ' ليلي ' ، حين يناسبها ذلك الحذاء الذهبي .
المخرج أبو شرخ يتابع حديثه عن خصوصية مسرح الطفل قائلا : ' أن تقدم مسرحية للأطفال فهذا يعني انك تختار أدق الفئات العمرية ، و أكثرها حساسية ، فالطفل إذا لم يعجبه العمل ، لا يتردد في انفعاله برفض العمل ، مما يستدعي عناصر تضفي الحياة و البساطة و الحركة إلي الفكرة المقدمة، للصعود إلي مستواه ، وهنا تكمن صعوبة مسرح الطفل ' . فالهدف الترفيهي هو احد العناصر الداعمة للقيم الإنسانية النبيلة التي يقدمها المسرح فوق خشبته ، باختلاف فئاته العمرية، خاصة إذا ما تعلقت الفكرة بقيم الحب و الخير و الجمال .
الأحد أغسطس 19, 2012 5:38 pm من طرف قيس صالح
» حصرياً , كتاب ( اليهودية العالمية )
الإثنين نوفمبر 15, 2010 12:59 am من طرف Admin
» لأول مرة على النت .... فيلم ثلاثة بيشتغلونها ... بطولة ياسمين عبد العزيز
الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:54 am من طرف Admin
» عندنا وبس و مش عند أي حد , فيلم أحاسيس للكبار فقط ... حصرياً عند منتداكم ملك النجوم
الأحد أكتوبر 10, 2010 12:33 am من طرف Admin
» ألعاب حربية
الأربعاء سبتمبر 08, 2010 1:55 pm من طرف حسام
» يلا ايش مستني ... مفاجأة للأعضاء ... صوت لمغنيك المفضل وتحضرلو اجمل الفيديو كليبات
الأحد سبتمبر 05, 2010 2:16 am من طرف wama
» المسابقة العصرية 2010 حصريأ عند ملك النجوم
الأربعاء أغسطس 25, 2010 12:55 am من طرف Admin