تحذيرات جديدة من أخطار الفطريات

تحذيرات جديدة من أخطار الفطريات





في الكثير من الأحيان لا ينتبه الإنسان الى خطورة الفطريات التي تحيط بنا
في كل مكان فكثير من الفطريات لها سموم لايشعر بها الانسان ولا حتى يمكن
ملاحظتها، في الوقت الذي يمكن لها فيه ان تسبب له اضرارًا بالغة . في اغلب
الاحيان يحمٌل الاطباء البكتريا والجراثيم والفيروسات اسباب العديد من
الامراض، ويتجاهلون ليس عن عمد دور الفطريات التي لايهتم بها الكثيرين
انطلاقا من عدم التهويل من خطورتها، لكن الحقيقة غير ذلك فهي تلعب دورًا
خفيًا في الاضرار بصحة الانسان، فالكثير من الامراض قد تنشأ عنها، ذلك انها
تفرز سموما تسبب امراضا مختلفة، وفي هذا الاطار يقول العلماء : ان الكثير
من السموم الفطرية موجودة في الاغذية المتداولة يوميا كالحبوب والخبز
والفستق واللوز والقهوة، ونتيجة لتناول هذه المواد يوميا فإن ذلك يعني
تناولنا لهذه المواد بإنتظام اي للسموم الفطرية التي تتراكم في اجسامنا
بصورة بطيئة ومتكررة مسببة اضرار كبيرة لصحة الانسان علي المدي البعيد لا
سيما الكبد اكثر اجهزة الجسم التي تتضرر منها.
تعٌرف الفطريات علميًا على انها كائنات دقيقة او نباتات خالية من مادة
الكلوروفيل لهذا السبب لا تستطيع صناعة غذائها بنفسها بإستخدام خاصية
التمثيل الضوئي ، ويعتبر اهم مصدر لاستمرارها في الحياة هو إعتمادها علي
العضويات الاخري سواء كانت حية أو ميته.
يرى عالم الميكروبيولوجي "جون بيت" ان سموم الفطريات هي حقيقة واقعة ،
ولكن لايتم تقديرها بالشكل المطلوب من قبل الاطباء لانها في بداياتها
لاتسبب اي ظواهر ملحوظة ،ولكن في حالة عدم تقديرها بالشكل الدقيق فإن
الاصابه بها يمكن أن تؤدي الي امراض كثيرة لاسيما سرطان الكبد وضغف جهاز
المناعة والفشل الكلوي ،من جهة اخري يقول الاطباء إن الامراض الناتجة عن
سموم الفطريات تنشا وتتطور بصورة بطيئة للغاية لايشعر بها الانسان، وقد
تستمر لفترة طويلة جدا قبل ان تتمكن منه.
الفطريات تسبب سرطان الكبد
من خلال دراسة قام بها العالم الاسترالي "جون بيت" لدراسة تأثير سموم
الفطريات على صحة الانسان توصل الي ان اخطر انواع المواد السامة التي
تفرزها بعض انواع الفطريات هي مادة "افلا توكسين" المسبب الرئيسي لسرطان
الكبد وهذه المادة موجودة بالدرجة الاولى في الفستق الذي يمثل غذاءً
أساسياً في كثير من الدول على الأخص الدول الأسيوية كاندونيسيا التي يلتهم
شعبها كميات كبيرة منه.
ان الابحاث التي اجراها العلماء في هذا المضمار قادتهم الي ان مادة
"الافلاتوكسين " السامة يفرزها احد انواع الفطريات المسمي ا"سبيريجليوس
فلافوس " وهذا الفطر موجود في معظم المواد الغذائية وبصورة خاصة في الفستق
الذي يحتوى على أعلى نسبة منه. لاسيما الفستق الاندونيسي الذي يقف علي
صدارة المواد الغذائية التي تحتوي علي اعلي نسبة من هذا الفطر، وقد ثبت ان
هذه النسبة هي أضعاف مضاعفة للنسب المسموح بها في أوروبا وأميريكا الشمالية
،وقد وجد العلماء ان هذه النسبة في بعض الدول الاسيوية كاندونيسيا
أوالفيليبين وتايلاند على سبيل المثال تصل إلى 1000 ميكروجرام في
الكيلوجرام الواحد، أي أكثر من 65 مرة من نسبة مثيلتها، وهذه نسبة خطيرة
جداً وفق رأي العلماء ، وكانت النتيجة واضحة جداً وهي أن مادة
"الافلاتوكسين" تقتل الكثير من البشر في أندونيسيا بمرض سرطان الكبد ، في
ذات الوقت الذي تري فيه منظمة الصحة العالمية ان الحد الاقصي المسموح به من
مادة "الافلاتوكسين" في الغذاء يجب الا تتعدي 15 ميكروحرام في الكيلو جرام
الواحد من المادة الغذائية .
مزيد من الابحاث
ان الكثير من العلماء يدعون الان الي إجراء المزيد من الأبحاث على الفطور
والفطريات وسمومها وكيفية التخلص منها والحد من انتشارها، وهو مما لا شك
فيه سيساهم في خفض نسبة الوفيات من أمراض سرطان الكبد, وضعف المناعة والتي
يذهب ضحيتها الملايين من البشر سنويا لاسيما في الدول النامية التي تنشط
فيها الفطريات لاسباب عدم حفظ الاغذية بالشكل الصحي السليم ، وثمة مشكلة
اخري يراها الخبراء وهي تكمن في الاهتمام المحدود الذي يوليه العالم
للأبحاث الخاصة بالفطريات ،حيث مازال الجزء الأعظم من الأموال المخصصة
للأبحاث في مضمار الطب والرعاية الصحية يذهب لابحاث الجراثيم والميكروبات
والفيروسات، ويعلق العلماء امالا كبيرة علي تلقي الدعم الكافي للاستمرار في
الابحاث المتعلقة بمواجهة مشكلة الفطريات وسمومها في غضون السنوات القلية
المقبلة.