دراسة تحذر من الزيوت المعطرة للاطفال

دراسة تحذر من الزيوت المعطرة للاطفال



الكثير من الامهات خاصة اللواتي يرزقن للمرة الاولى بطفل يحاولن بكل
الوسائل ان تنبعث منه رائحة لطيفة عن طريق استخدام الاوراق المعطرة والزيوت
العطرة والى غير ذلك وعندما يصاب الطفل بالزكام يستخدمن الزيوت الطبية
العطرة من اجل علاجه. لكن دلت احدى الدراسات الالمانية ان ذلك قد يلحق
الضرر الكبير ليس فقط بصحة الطفل او الرضيع بل وقد يصاب بامراض مزمنة.
اذ بحسب ما ورد في دراسة وضعتها مؤسسة حماية صحة الوليد والطفل يمكن لهذا
الزيوت الطبية العطرة ان تسبب للاطفال والرضع حالة من ضيق التنفس والاختناق
في بعض الاحيان، لذا يجب على الامهات تفادي تدليك الاطفال بالزيوت
المستخرجة مثلا من النعناع والكافور والمنتول او الاوكلوبتوس وتستخدم
اوراقه عادة للاغراض طبية متنوعة. اذ ان رائحة هذه النباتات تزيد من تهييج
مجاري التنفس التي تكون مصابة بالالتهابات والتضييق وتكثر من البلغم فيها.
وحذرت الدراسة ايضًا من ابعاد تأثير الزيوت العطرة الطبية وغير الطبية على
الطفل خاصة الذي يشكو من مشاكل في مجاري التنفس، اذ ان الجهاز التنفسي يعد
اشد الاجهزة تأثرا بالروائح العطرية حيث ان تعرضه المباشر او غيرالمباشر
يسبب تهييج الشعب الهوائية وبالتالي قد يتسبب في الاصابة بازمة ربوية حادة
لدى الاطفال المصابين بحساسية الشعب الهوائية، فيشعر المريض بعد التعرض لها
بضيق شديد في التنفس يصحبه في اكثر الاحيان سعال جاف وصفير في الصدر، وهو
مايسمى بالازمة الربوية خاصة لدى الاطفال من العائلات التي لها تاريخ بهذا
المرض.
كما تسبب الزيوت العطرة او العطور احيانًا عدم السيطرة على علاج الربو
الشعبي وحساسية الصدر لانها تحدث احتقانا مزمنا في الغشاء المخاطي المبطن
للجهاز التنفسي، ما قد يسبب الاصابة بالالتهابات الفيروسية المتكررة للجهاز
التنفسي.
ومواصلة الام استخدام الزيوت العطرة لطفلها قد يسبب حدوث احتقانا مزمنا في
الاوعية الدموية المبطنة لنسيج الانف والجيوب الانفية ما يسبب للطفل عندما
يكبر زكاما مزمنا وانسدادا في الانف وتضخم الاغشية المخاطية للانف تنتج
عنه حساسية مزمنة في الجيوب الانفية.
وتنصح الدراسة باستخدام بعض هذه الزيوت فقط لاعمار محددة اي للاطفال ما
فوق العاشرة من العمر، و هذا ما يمكن قراءته على علبة الزيوت حيث ان
الشركات الالمانية المنتجة اصبحت ملزمة بالتحذير من استخدام الزيوت المعطرة
للاطفال الصغار، واذا ما لزم الامر لاستخدام زيوت كالنعناع او المنتول
فيجب ان يكون ذلك بعد استشارة طبيب الاطفال.

وقدمت الدراسة بدائل عن استخدام الزيوت المعطرة عند اصابة الطفل بالزكام
او السعال او البرد بتذويب كمية من ملح البحر الخشن او ملح الطبخ في وعاء
ماء ساخن وعندما يبرد اخذ كمية منه في قطارة وتقطير نقطة الى نقطتين في انف
الطفل حتى الثلاث مرة يوميا، لكن الاهم من كل ذلك شرب الطفل كمية كبيرة من
الماء والسوائل ويفضل الحساء وان تكون الرطوبة وفيرة في الغرفة التي يرقد
فيها. وكاسهل وسيلة لذلك نشر الغسيل في الغرفة او وضع اغطية مبللة على
النوافذ المغلقة، حيث تصدر منها رطوبة كافية ما يضمن بقاء انف الطفل ومجاري
التنفس لديه طرية بصورة دائمة.